أفادت صحيفة نيويورك تايمز، استناداً إلى مصادر رفيعة المستوى، بأن الرئيس الأميركي "ترامب" منح وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) إذناً بتنفيذ عمليات سرّية داخل فنزويلا بهدف زيادة الضغط على حكومة كاراكاس.

ويأتي ذلك في وقت تعزّز فيه واشنطن وجودها العسكري في منطقة الكاريبي، حيث لا يزال حاملة الطائرات USS Gerald Ford وأكثر من 15 ألف جندي أميركي يشاركون في عملية واسعة تُعرف باسم "رمح الجنوب".

وبحسب المعلومات، فإن الأنشطة التي يُتوقع أن تنفذها الـCIA قد تمهّد لخطوات أكثر قوة مستقبلاً، وتشمل هجمات إلكترونية، عمليات نفسية، وحملات تأثير إعلامي.

كما أعدّ مخططون عسكريون أميركيون قوائم أهداف محتملة، من بينها منشآت يُزعم ارتباطها بإنتاج المخدرات ووحدات عسكرية مقرّبة من الرئيس نيكولاس مادورو، مع ذلك، لم يمنح ترامب حتى الآن الضوء الأخضر لإرسال قوات برية إلى داخل فنزويلا.

استئناف المفاوضات السرّية

وذكرت الصحيفة أن ترامب عقد اجتماعَين في "غرفة الأزمات" بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي لبحث الملف الفنزويلي بالتفصيل. وبالتوازي مع هذه الاجتماعات، أعادت واشنطن تفعيل قنوات التواصل السرّية مع حكومة مادورو، بعد فترة من الانقطاع.

وتشير المصادر إلى أن "مادورو" أبدى خلال هذه الاتصالات استعداداً للسماح لشركات الطاقة الأميركية بالوصول إلى حقول النفط الفنزويلية، كما لوّح بإمكانية تنحيه بعد فترة انتقالية تمتد من عامين إلى ثلاثة أعوام، لكن البيت الأبيض رفض هذا الاقتراح، متمسّكاً بمطلبه المعلن: رحيل مادورو الفوري.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تستعد لتصنيف “كارتل دي لوس سوليس”—الذي تتهمه واشنطن بأنه جزء من بنية الدولة الفنزويلية—على لائحة التنظيمات الإرهابية، وهو إجراء قد يمنح الولايات المتحدة خيارات عسكرية وقانونية إضافية.

توجّه واشنطن لا يزال غامضاً

وبحسب التقرير، فإن ترامب لم يحسم بعد المسار النهائي لسياسته تجاه فنزويلا؛ إذ تتراوح الخيارات بين اتفاق دبلوماسي يمنح الشركات الأميركية امتيازات نفطية، أو تنحي مادورو طوعاً، أو الذهاب نحو تدخل عسكري مباشر.

وفي تصريحات عامة، قال ترامب إن باب المفاوضات “ليس مغلقاً”، مضيفاً: "قد نجري بعض المحادثات مع مادورو… سنرى إلى أين ستتجه الأمور".

عمليات بحرية مثيرة للجدل

وفي سياق متصل، نفذت الولايات المتحدة 21 عملية بحرية حتى الآن، استهدفت ما وصفته واشنطن بـ"زوارق مرتبطة بتهريب المخدرات"، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً، وقد أثارت هذه الهجمات انتقادات في الأوساط القانونية لعدم حصولها على موافقة الكونغرس.

 كما أبلغ مسؤولون عسكريون أعضاء الكونغرس في جلسات مغلقة أن الشحنات المضبوطة لم تكن فنتانيل كما أُعلن، بل غالبها كان كوكايين. (İLKHA)